كثيرا ما أسأل –لأنني ولدت وترعرعت في بريطانيا– هذا السؤال:
– ماذا تستطيعون – كمسلمين – أن تقدموا للغرب؟
ولكن قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أسأل سؤالا:
أنحن مسلمون لأننا نؤمن بالله تعالى؟
أم نحن نؤمن بالله تعالى لأننا مسلمون؟
لقد خطر ببالي هذا السؤال قبل مدة طويلة خلال اشتراكي في مظاهرة طافت شوارع “لندن” للتنديد بالاحتلال الروسي لأفغانستان... كنت قد اعتنقت الإسلام رسميا قبل هذا بسنوات عديدة، ولم تكن هذه هي المظاهرة الأولى التي اشترك فيها.
كانت المظاهرة تحوي شعارات وإعلانات وهتافات أمثال: “اخرجي يا روسيا ”... “الموت لبرجنيف“
.. ”يحيا مسلمو أفغانستان، وكنا نهتف بهتافات إسلامية:
“ الله أكبر”... ” لا إله إلا الله ”
وعندما اقتربت المظاهرة من نهايتها تقدم نحوي شاب قدم نفسه إليّ بصفته مهتما بالإسلام... قال لي:
– عفوا... ولكن ما معنى “لا إله إلاّ الله؟”
ودون أي تردد أجبته:
– معناها أنه لا يوجد إله إلاّ الله.
قال لي:
– أنا لا أسألك أن تترجم الجملة لي... ولكني أود أن أسألك: ماذا تعني هذه الجملة حقا؟
وعندما تبيَّن عجزي كان هناك صمت طويل ومحرج.
لا شك أنكم ستقولون في أنفسكم:
– ما هذا المسلم الذي لا يعرف معنى لا إلٰه إلا الله؟
وأجيب عن هذا:
–إنه مسلم نموذجي !؟!
في تلك الليلة فكرت مليا حول جهلي... ولم يكن يعزيني أن الأغلبية تشاركني في مثل هذا الجهل، بل زاد ذلك من ضيقي.
إذن فكيف أصبحت مسلما؟
منقووووووووول