~ْْْْْْْْْْْAnime°~
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


~ْ°anime~ْ°
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
المواضيع الأخيرة
» جميع حلقات الانمي المدافعون مقاتلو الشوارع
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالجمعة أبريل 18, 2014 10:13 pm من طرف Admin

» ناروتو شيبودن 295 مترجمة عربى naruto Shippuuden 295
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالجمعة أبريل 18, 2014 10:12 pm من طرف Admin

» لطفلة كي مـاتعرفش طيب محــاحب كي الطير بلا جنحــيــن
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:33 pm من طرف سمسمة

» ماكاش لي مادارهاش
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:31 pm من طرف سمسمة

» معنى الفرحة ههههههههه
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:29 pm من طرف سمسمة

» لبنات " في العجلة الندامة
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:28 pm من طرف سمسمة

» نــادين كبــارت و ولات طاطا
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:04 pm من طرف سمسمة

» سؤال لصحابات الكوزينة
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:02 pm من طرف سمسمة

» ترو سطوريييييييييييييي
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالأربعاء مارس 05, 2014 6:01 pm من طرف سمسمة

أفضل 10 فاتحي مواضيع
Admin
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
حنينة
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
سمسمة
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
روح الامل
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
Amu Hinamori
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
دوها
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
jiji96
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
حنينة
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
سمسمة
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
jiji96
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
houtarubi
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
روح الامل
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
اليقين الخالد
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
nounou-1998
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
lovely girl
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
Amu Hinamori
   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_rcap   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_voting_bar   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_vote_lcap 
المواضيع الأكثر نشاطاً
مــما °ْ تعلَمْـــت°ْ... - مُتَـــجَـــــددْ-
عاجل: صور أنــمي mermaid melody
صور انمي (متحركه
صور مــلابــس انــمــي صــارت للبــنــات
صور انمي -بنات-
صور انمي ناروتو ِْ~ مــتحـركــة ~ِْ
عضوة جديدة
اصنعي سلة مميزة من بقايا الاقمشه
ملف كامـل عن العصائر و طريقة تحــضيرها
كم عددالمفاتيح التي تحملها اثناء خروجك من المنزل؟

 

  رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 174
نقاط : 362
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/05/2012
العمر : 30

   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   Empty
مُساهمةموضوع: رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!       رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالخميس مايو 31, 2012 2:11 pm

رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!


رحلتنا الكبرى...


أخبروني ألا ينتابكم الفضول ؟؟؟

خلقنا في هذه الحياة و ها نحن الآن نعيش، ثم نمـــــــوت، فهل سينتهي الأمر عند الموت؟

قطعا لا، فنحن سنبعث من جديد...

ألم تتساءلوا ما هي الأحداث التي سنعيشها عندما نبعث من جديد؟
إنها رحلة لابد لكل واحد منّا أن يمرّ بها شئنا أم أبينا...
ألا ترغبون في معرفة الأحداث التي ستمرّون بها حتما بعد النهوض من القبور

هل فيكم من شجاع ؟؟؟



تـــــــــابعوا...رحلتنا الكبرى...

خلقنا الواحد القهّار لغاية عظيمة و حمّلنا أمانة أشفقت منها الجبال حكمة منه و عدلا و حنانا منه و رحمة فهو الرحمان الرحيم الذي حرّم الظلم على نفسه و جعله بين عباده محرّما...تبارك الله و جلّ الله...تبارك ذو الجلال و الإكرام، و أوجد الليل و النهار يتعاقبان إلى أجل مسمى...و خلق الجنة و النار، و أخرجنا إلى دار الابتلاء و الامتحان...

فمعنى ذلك أننا سنبقى خلود أبدي بإذن الله تعالى و لكن...رحماك ربي إمّا خلود في الجنة أو خلود في السّعير...نسأل الله العفو و العافية و النجاة من النار...

و هذه هي الرحلة الكبرى التي يمرّ بها الانسان:

الله المستعان...حسبنا الله ونعم الوكيل...

فأوّل مرحلة هي الحياة الدنيا التي أوجدنا الله فيها، و عمّرنا عليها ليبتلينا و يمحّص قلوبنا... و يرى أعمالنا...
أمّا هذه فنحن الآن فيها...تغلي و تموج بالفتن...نسأل الله السّلامة و العافية...لا إله إلا الله و الله المستعان...
ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع...
إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها...
إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومُضِلاتِ الهوى...

قال عليّ رضي الله عنه:ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
و قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه و أرضاه: أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بمنكبي فقال ( كن في الدّنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ).
وكان ابن عمر يقول إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.

فمن وفقه الله وهداه برحمة منه وفضل...يعلم و يوقن بقلبه أنّما الحياة الدنيا متاع و أن الآخرة هي دار القرار...فيرتحل بقلبه عن هذه إلى الدّار الآخرة...

فإن ارتحل بقلبه...و عاينها بعين البصيرة و بعلم اليقين
فلابد أنّه في يوم من الأيام سيعاينها بعين اليقين و تنتقل إليها روحه و جسده...
فأوّل انتقال له من الدنيا إلى الآخرة يكون بخروج الرّوح


وهو الــــــــموت...


لا إله إلاّ الله إنّ للموت لسكرات..."اللهم أعنّي على سكرات الموت".
إنّ بعض الناس تحضرهم الشياطين عند الوفاة، فيقعد الشيطان عند رأس أحدهم يقول له:
مت يهوديا فهو خير الأديان...أو يقول له مت نصرانيا فهو خير الأديان...
فوجب على المؤمن التعوّذ بالله عزّ وجلّ من هذه الفتنة.
و الموت له سكرات تتفاوت و تختلف من شخص لآخر...
اللهم خفف علينا سكرات الموت يا رب.

و بعد الموت...يكون الانتقال إلى أوّل منازل الدّار الآخرة و هو

القبر و حياة البرزخ

كلّ إنسان مات وعليه نصيب من العذاب، ناله نصيبه من العذاب قُبر أو لم يقبر.
النبي عليه الصلاة والسلام كان يستعيذ بالله من عذاب القبر...
إذا مات الإنسان يأتيه في القبر ملكان فيقعدانه و يسألانه، من ربّك فيقول ربي الله، و يقولان له ما دينك، فيقول ديني الإسلام، فيقولان فما ذاك الرّجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو محمد بن عبد الله عليه الصّلاة و السلام، فيقولان فما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله عزّ وجلّ و آمنت به وصدّقت.
فينادي مناد من السّماء أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنّة، و ألبسوه من الجنّة و افتحوا له بابا من الجنّة يأتيه من روحها و طيبها، و يفسح له قبره مدّ البصر،
و يأتيه رجل، حسن الوجه، حسن الثياب، طيّب الريح، فيقول صاحب القبر له: من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير، فيقول له أبشر: أنا يومك الذي كنت توعد و أنا عملك الصّالح،
و قال المصطفى عن الكافر و نعوذ بالله من حاله...
يسأل من ربّك؟ فيقول : هاه...هاه...لا أدري، و بقية الأسئلة جوابه عليها مثل هذا، ثم يضيق عليه قبره.

خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم و فيه أدخل الجنة و فيه تقوم السّاعة... على شرار الخلق...( نعوذ بالله أن نكون منهم و الحمد لله رب العالمين).

و بعد حياة البرزخ...يأتي يوم القيامة...


يوم ينفخ في الصّور...


ما أطرق صاحب الصّور مذ وكّله الله بذلك....كأن عينيه كوكبان درّيان....
لا إله إلاّ الله...
"كيف أنعمُ و قد التقم صاحب القرن القرن و أحنى جبهته و أصغى سمعه ينظر إلى عرش الرحمان".
فثقل ذلك على الصحابة فقالوا: فكيف نقول يا رسول الله؟
قال: قولوا حسبنا الله و نعم الوكيل.
على الله توكّلنا...
و ينفخ في الصور نفخة الفزع...
ففزع من في السماوات و الأرض إلاّ من شاء الله...


و تبدأ أهوال يوم القيامة...


سجّرت البحار و صارت نيران تضطرم
كوّرت الشمس و أظلمت، و نسفت الجبال و دكّت...
و حشرت الوحوش...تنزل من الجبال إلى السهول و الوديان و هي منكسرة مذعنة للواحد الديان...يمشي الوديع و الأليف أمام المفترس لا يلتفت أحد إلى أحد...
و البحار سجّرت...يعود الماء إلى أصله إلى نار متأجّجأة مشتعلة... الجحيم سُعّرت و الجنة أزلفت...
و السّماء كشطت أي طويت...
و إذا الجحيم سعّرت...و إذا الجنة أزلفت...

من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه ينظر إليها رأي العين فليقرأ إذا الشمس كوّرت و إذا السماء انفطرت و إذا الأرض زلزلت...
و إذا الأرض مدّت و ألقت ما فيها و تخلّت...
يوم يفرّ المرء من أخيه و صاحبته و بنيه
و أنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين...
أفئدتهم هواء....القلوب خرجت من الصدور إلى الحناجر ...الله أكبر..
الله المستعان على الله توكّلنا....

ثم ينفخ في الصّور نفخة الصّعق...


يموت كل من في السّماوات و من في الأرض إلاّ من شاء الله...
كلّ من عليها فان و يبقى وجه ربّك ذو الجلال و الإكرام.
لمن الملك اليوم ؟؟؟؟ لله الواحد القـــــــهّار

كلّ ابن آدم يبلى إلاّ عجب الذنب (توجد في آخر السلسلة الفقرية و هي لا تبلى أبدا) ، منه خلق ابن آدم و منه يركّب...
كيف ذلك ؟
ينزل الله تبارك و تعالى من السّماء ماء فتنبت به الأجسام في القبور كما ينبت البقل،
و بعد ذلك يلتقم اسرافيل الصّور فينفخ نفخة البعث...
ما بين النفختين...أربعون...(علمها عند ربي...).

فتسري الأرواح في البدن كما يسري السمّ في اللديغ...
ثم تتزلزل الأرض...يومئذ تحدّث أخبارها بأن ربك أوحى لها...

انشقاق الأرض وبعثرة القبور

أوّل من تنشقّ عليه الأرض حبيبنا المصطفى...عليه الصّلاة و السّلام.
و أوّل من يُكسى يوم القيامة هو ابراهيم عليه السّلام ثمّ يؤتى بالنبيّ عليه الصّلاة و السّلام.
يُبعث كلّ عبد على ما مات عليه...

هناك من يبعث ملبيا وهناك من يبعث ودمه ينزف وريحه ريح المسك
أكلة الرّبا...يحشرون ببطون منفوخة.
و آكل مال اليتيم يأتي و أولاد من حوله يجذبونه من كل ناحية.
النائحة إن لم تتب تبعث وعليها درع من نار...نعوذ بالله من حالها.
ومنهم من يبعث و عليه نور كالجبل أو كالنخلة أو كالرجل القائم أو نور خافت في ابهامه.
ومنهم من يبعث و لسانه مدلى على صدره...المغتاب...
و السارق يبعث و هو يحمل ما سرق على ظهره...


و إتباع الدّاعي (ملك موكل يدّل الناس على أرض المحشر).

أرض بيضاء شديدة البياض عفراء كقرصة النّقي...ليس فيها معلم لأحد. لم يسفك فيها دم و لم ترتكب عليها معصية.

و يحشر الناس إليها (إلى تلك الأرض) من القبور...
يخرجون حفاة عراة غرلا...كل واحد يبعث على ما مات عليه...و له صفة بعث حسب حالاته...
فيأتي الداعي...ملك كريم يدعو الناس إلى أرض المحشر و السكون يعمّ، الأبصار خاشعة و مذعنة...و خشعت الأصوات للرّحمان فلا تسمع إلاّ همسا...
و أشرقت الأرض بنور ربّها...

وجاءت كلّ نفس معها سائق و شهيد...ملكين موكلان بكل انسان...
يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: صنف مشاة و صنف ركبان يركبون على دواب مسرّجة من دواب الآخرة. (و هم المتّقون: اللّهم اجعلنا منهم يا رب و اجعلنا من السعداء في ذلك اليوم: تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) و صنف على وجوههم (الكافرون و العياذ بالله من حالهم).
و يحشر المتكبّرون كالنمل تدوسهم الأقدام و الأرجل و العياذ بالله، يحيط بهم الذّل من كل جانب.
فإذا وصل الخلائق كلّهم إلاّ أرض المحشر...
تتنزل الملائكة بضعف عدد أهل الأرض و تحيط بهم من كلّ جانب...

ثم تبدأ الأهوال...و لا إله إلا الله:

يطول الموقف على أرض المحشر...تدنو الشمس من الخلائق بمقدار ميل...و يغرق الناس في العرق بحسب أعمالهم و يُلجم بعضهم العرق...
و يزداد الكرب حين يؤتى بجهنم و العياذ بالله...لها سبعون ألف زمام مع كلّ زمام سبعون ألف ملك...فإذا رأت الخلائق زمجرت غضبا لغضب الجبّار...
فإذا رأت الأمم جهنّم على أرض المحشر جثت كلّ الأمم على ركبها من الذّل و الرعب و الخوف...
وتر كلّ أمّة جاثية...
بل يخرج من النّار عنق أسود مظلم له عينان تبصران و أذنان تسمعان و لسان ينطق...يتكلّم يقول: إني وكلت اليوم بثلاثة : بكل جبار عنيد و من جعل مع الله إله آخر...و المصوّرين.
لا يتكلم أحد في ذلك اليوم حين ترى جهنم و هولها...و لا ينطق سوى الأنبياء و دعواهم في ذلك اليوم: اللهم سلّم سلّم...
في ذلك اليوم...ينسى الوالد ولده و الأم تذهل عن رضيعها...
فإذا جاءت الصّاخة...يوم يفرّ المرء من أخيه و أمّه و أبيه و صاحبته و بنيه لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه.
و جلال الحيّ القيوم غمر النفوس و المكان بالهيبة و الجلال...
وسط هذا الموقف حيث التدافع و الذّل و العري...


ينادي الرّحمان على مجموعة من خلقه ليتقدّموا...

لماذا ؟
ليظلهم بظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه...في ظلّ العرش...و هم سبعة أنواع وردوا في خديث مشهور عن رسول الله:

"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، و رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه"، أخرجه البخاري ومسلم، معنى في ظله: أي في ظل عرشه...جاء هكذا مفسراً في الحديث.

اللهم اجعلنا منهم ياااااااااااااا رب...

يقوم الناس في هذا الموقف طويلا طويلا،

حتى يتمنى بعضهم أن يقضى بينهم ولو إلى النّار و العياذ بالله، من شدّة هول الموقف و كربه.
المُلك يومئذ الحقّ للرّحمان و كان يوما على الكافرين عسيرا...

فهنا يذهب وفد إلى الأنبياء ليشفعوا للخلائق عند ربهم ليقضي بينهم...
يقولون: ألا ترون إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترون ما قد بلغنا ...؟؟؟
يقول الأنبياء جميعهم: نفسي...نفسي...إلاّ نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا لها...أنا لها ...".
قال رسول الله: أنا سيّد الناس يوم القيامة...هل تدرون مما ذاك ؟
يجمع الله الأولين و الآخرين في صعيد واحد و تدنو الشمس من الرّؤوس، فيبلغ النّاس من الهمّ و الكرب مالا يطيقون و لا يحتملون،
فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون إلى ما نحن فيه؟ ألا ترون إلى ما قد بلغنا ؟ ألا تنظرون من يشفع لنا إلى ربّنا ؟
فيقول بعضهم لبعض: أبوكم آدم، فيأتون آدم عليه السلام...يقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و لن يغضب بعده مثله.....ثم يأتون نوحا ثم....يأتون الخليل ابراهيم عليه السلام.....خليل الله يعتذر و يخاف من الملك و يذكر كذباته و ليست بكذبات...لا إله إلاّ الله...ثم...موسى عليه السلام...ثم عيسى عليه السلام...((( و الحديث بتتمته أنهم يأتون باقي الأنبياء فيعتذرون جميعا إلاّ رسول الله، يقول نعم أنا لها أنا لها...اللهم صلي و سلم و بارك عليه و على آل بيته)...))))).
"لكل نبي دعوة مجابة، و كل نبي قد تعجّل دعوته إلاّ أنا، فقد اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فإنها نائلة إن شاء الله تعالى من مات لا يشرك بالله شيئا ".
اللهم أمتنا على التوحيد...اللهم أمتنا على التوحيد...
قال فأقوم فأخرّ لربي ساجدا تحت العرش...فيجيب عليه الملك جلّ جلاله...فيقول يا محمد ارفع رأسك و سل تعطه و اشفع تشفّع ".
فيقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
" يا رب أمتي...يا رب أمتي...يا رب أمتي..."
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد.
قرأ نبينا محمد عليه الصلاة و السلام مرة قوله تعالى في نبيه عيسى: "إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" فبكى بأبي هو و أمي...صلوات ربي و سلامه عليه...و قال يا رب أُمّتي أمّتي
فأرسل الله تبارك و تعالى إليه جبريل عليه السّلام و قال يا جبريل سل محمّدا ما الذي يبكيه؟؟ و هو سبحانه و تعالى أعلم. فلما سأله : قال أمتي، أمتي يا جبريل...فصعد جبريل عليه السلام للملك الجليل و قال يبكي على أمته...و الله تبارك و تعالى أعلم، فقال ربّنا تبارك و تعالى : انزل يا جبريل و قل له...إنّا سنرضيك في أمّتك و لا نسوؤك".

لا إله إلا الله و الله أكبر و الحمد لله...

فيشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلائق جميعا بأن يتضرّع إلى الله عز وجل بأن يقضي بين عباده...فيجيبه سبحانه و تعالى بأنّه قد قبل شفاعته و أنه سيقضي بين عباده تبارك الله و جلّ الله...
فيرجع النّبي عليه الصّلاة و السّلام و يقف بين الخلائق...
كرامة النّبي عليه الصّلاة و السّلام عند الله عزّ وجلّ كبيرة...إنّه حبيب الله...صاحب المقام المحمود...
و هذا هو المقام المحمود الذي وعده الله عزّ وجلّ به...أوّل شافع و أوّل مُشفّع...

و ينتظر الأولون و الآخرون مجيء الرّب تبارك و تعالى...مجيء يليق بالله جلّ جلاله...
لا إله إلاّ الله وحده...

في أرض المحشر...في ذلك الموقف الرّهيب و الهول العظيم و العطش الشديد، يقف النّبي عليه الصلاة و السلام


عند الحوض...


حوض...ماؤه أشدّ بياضا من اللّبن و أحلى من العسل و أطيب ريحا من المسك، عدد كيزانه بعدد نجوم السّماء...من شرب منه بيد الحبيب شربة، لا يظمأ بعدها أبدا...
اللهم ارزقنا شربة هنيئة بيد نبينا محمد عليه الصّلاة و السلام من حوضه شربة هنيئة لا نظمئ بعدها أبدا...
و ليردّن عليّ الحوض قوم أعرفهم و يعرفونني...ثم يحال بيني و بينهم ...فيقول المصطفى إنهم من أمتي...فيقال للحبيب...إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك فيقول: سحقا سحقا...
معاذ بن جبل وهو حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، عند سكرات الموت يبكي و يخاف أن يكون من أهل النار...

من أسعد الناس بشفاعة النبي عليه الصّلاة و السّلام...؟؟؟

هو من قال لا إله إلاّ الله خالصا من قلبه...
و في رواية...يصدّق قلبه لسانه و يصدّق لسانه قلبه.

من مات من أمتّي لا يشرك بالله شيئا.

مجيء الله جلّ جلاله...

تنزل ملائكة السماء الأولى بضعف عدد أهل الأرض و تحيط بهم، فتنظر إليهم الخلائق فيقولون: أفيكم ربّنا؟ فيقولون: كلاّ...وهو آت.

ثم تنزل ملائكة السّماء الثانية بضعف من في الأرض من ملائكة السّماء الأولى و الجن و الإنس...و تحيط ملائكة و هكذا تتنزل ملائكة السّماء الثالثة و الرابعة و الخامسة و السّادسة و السابعة بذلك القدر من التضعيف...
ثمّ يتنزل حملة عرش الملك جلّ و علا...و هم يحملون عرش الله عزّ و جلّ وهم يسبّحون بحمده سبحانه...سبّوح قدّوس...قدّوس قدّوس...ربّ الملائكة و الرّوح...
لا إله إلاّ الله...
"فإذا نفخ في الصّور نفخة واحدة و حملت الأرض و الجبال فدكّتا دكّة واحدة، فيومئذ وقعت الواقعة و انشقت السماء فهي يومئذ واهية و الملك على أرجائها و يحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية...يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية...".

و يضع الملك القدوس كرسيه حيث يشاء من أرضه...ثمّ ينادي الملك:
يا معشر الجنّ و الإنس...لقد أنصتّ إليكم منذ خلقتكم، أسمع قولكم و أرى أعمالكم...فأنصتوا اليوم إليّ...فإنّما هي أعمالكم و صحفكم، تُقرئ عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، و من وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلاّ نفسه.
ثمّ يقول الحقّ جلّ جلاله...
"ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان، إنّه لكم عدوّ مبين، و أن اعبدوني هذا صراط مستقيم، و لقد أظلّ منكم جبلّا كثيرا، أفلم تكونوا تعقلون، هذه جهنّم التي كنتم توعدون، اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون، اليوم نختم على أفواههم و تكلّمنا أيديهم و تشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون".
أوّل من ينادى عليه يوم القيامة هو آدم عليه السلام...يناديه جلّ و علا...فيقول آدم: لبيك و سعديك و الخير كلّه بيديك...
فيقول الله عز وجل: أخرج بعث النار من ذريتك...
فيقول آدم: و ما بعث النّار يا رب؟
فيقول الله عزّ وجلّ: من كلّ ألف تسع مائة و تسعة و تسعون...
حينئذ يشيب الصّغير، و تضع كلّ ذات حمل حملها...و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد...

قال النبي لأصحابه أبشروا...فو الذي نفسي بيده، من نسل يأجوج و مأجوج تسع مائة و تسعة و تسعون و منكم واحد...فكبّر الصّحابة...

اللّهم لك الحمد على نعمة الإسلام....الحمد لله...الحمد لله...الحمد لله.
أمّة الحبيب محمد هي أكرم أمّة على الله.

ثمّ ينادي الله تبارك و تعالى على نوح، فيقول يا نوح ...
يجيب نوح عليه السّلام : لبيك و سعديك.
فيقول الحقّ تبارك و تعالى: هل بلّغت قومك ؟
فيقول : نعم يا رب.
فيقول الحق تبارك و تعالى يا قوم نوح هل بلّغكم نوح فيقولون لا ما أتانا من نذير.
فيقول الله عز وجلّ من يشهد لك يا نوح.
فيقول نوح عليه السّلام: محمّد و أمّته...
قال رسول الله...فتدعون فتشهدون لنوح، ثم أؤتى فأشهد عليكم.

ثمّ يدعى عيسى عليه السّلام، فيقال له: يا عيسى؟ أأنت قلت للنّاس اتخذوني و أميّ إلهين من دون الله؟
قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بعلم، إن كنت قلته فقد علمته، تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علاّم الغيوب، ما قلت لهم إلاّ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم، و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم،و أنت على كلّ شيء شهيد.
ثمّ يقول عيسى عليه السّلام لربّه الرّحمان: إن تعذّبهم فإنهم عبادك، و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم،
فيردّ الحقّ تبارك و تعالى على نبيه: هذا يوم ينفع الصّادقين صدقهم، لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، رضي الله عنهم و رضوا عنه ذلك الفوز العظيم...

ثمّ يُدعى جميع الرّسل...

فيقول ماذا أجبتم؟ فيقولون لا علم لنا إنّك أنت علاّم الغيوب...
يُسأل الرّسل و الملائكة و الشهداء...

فكيف يبدأ العرض على الله عزّ وجلّ و كيف يبدأ الحساب؟؟؟
فتنادي الملائكة كلّ واحد باسمه على رؤوس الأشهاد...
فإذا أقبلت إليك الملائكة لا يخطؤونك...
و الخلائق ينظرون إليك...و أنت مظطرب خائف...

ثمّ تقف بين يديّ الحقّ جلّ جلاله ليكلّمك ليس بينك و بينه ترجمان...
فينظر العبد عن يمينه فلا يرى إلاّ ما قدّم ثم ينظر عن شماله فلا ير إلاّ ما قدّم ثم ينظر أمامه فلا يرى أمام وجهه إلاّ النّار...فاتقوا النّار و لو بشقّ تمرة...
و يأمر الله تبارك و تعالى بالصّحف و بالكتب...فيأخذ كلّ انسان صحيفته، فلا تغادر صغيرة و لا كبيرة إلاّ أحصاها...
اقرأ كتابك، كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا...

اللهم استر علينا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض يا رب الأرض و السّماوات...

الله عزّ وجلّ هو الحكم العدل...فمن حكيم فضله و عدله...أنه يعرض الأعمال على أصحابها...ثم يقيم الشهود...
تشهد الرسل على أممها
و يشهد نبينا محمد عليه الصّلاة و السّلام و أمته على الأمم
ثم
تشهد الملائكة
ثم تشهد الأرض بما عُمل على ظهرها...
فيقول العبد اللئيم لربّه الرّحيم...أنا لا أعترف بهذه الشّهادة...
يجادل العبد ربّه يوم القيامة... يقول: يا رب ألم تجرني من الظلم؟
فيقول الله عزّ وجلّ: بلى
فيقول العبد: لا أقبل شاهدا غير نفسي...
فيقول الحقّ تبارك و تعالى: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا...
فيختم على فمه...و تنطق جوارحه...فتشهد عليه.

فيخلى بينه و بين الكلام: فيقول سُحقا لكنّ سُحقا لكنّ فعنكنّ كنت أناضل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: من نوقش الحساب يوم القيامة عذّب...
نسأل الله العافية...
فقالت عائشة: يا رسول الله، أوليس الله يقول: فأمّا من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا، فقال المصطفى: إنّما ذلك هو العرض...ليس ذلك هو الحساب يا عائشة فمن نوقش الحساب عذّب.
نسأل الله العافية...

فينادى عليك:
ما منكم من أحد إلاّ و سيكلّمه الله تبارك و تعالى يوم القيامة...ليس بينه و بينه ترجمان...

فأمّا من رضي الله عنه فيؤتى كتابه بيمينه...
فيجد في أوّل الكتاب سيئاته: فيقرؤها و يصفرّ وجهه...يرتعد...ثم يجد في آخر الكتاب: هذه سيئاتك و قد غفرتها لك...
الله أكبر....
اللّهم اغفر لنا ذنوبنا و استر عيوبنا و تجاوز عنّا يا مولانا...

فلما يجد أنه قد غفر له...يتهلّل وجهه ثم يواصل القراءة، فيجد في آخر الكتاب حسناته فيزداد اشراقا و سرورا...فيسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا...
فيقال له ارجع لأصحابك إلى أهل التوحيد فأخبرهم أنّ لهم مثلك...
فيسرع إليهم فيقول لهم...هاؤم اقرؤوا كتابيّ إني ظننت أني ملاق حسابيَ...
أمّا الذي غضب الله عليه...
فنعوذ بالله من حاله
يؤتى كتابه وراء ظهره و يرجع لخلاّنه مسودّ الوجه...و يكسى و العياذ بالله من سرابيل القطران، فيقول يا ليتني لم أوت كتابي و لم أدر ما حسابي، يا ليتها كانت القاضية...ما أغنى عنّي مالي...هلك عنّي سلطاني...
إنّ في ذلك لآية لمن كان له قلب...
أيّها الناس حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم و تزيّنوا ليوم العرض على الله...
النفس إن فطمتها عن معصية الله و ألجمتها بلجام التقوى و الطاعة انقادت، فإن زلت لبشريتها هزها الإيمان للعودة و التوبة فترجع بإذن الله...
و في كل هذه الأحوال نحن في طاعة لله عزّ وجلّ...
و يتواصل الحساب بإذن الله...
فمن هم أوّل أمّة تحاسب يوم القيامة؟
ينادي الله تبارك و تعالى أمّة محمد صلى الله عليه وسلم ليكرمها و ليرحمها الله عز وجل من ذل القيام على أرض المحشر.

"نحن آخر الأمم و أوّل الأمم حسابا يوم القيامة، يقال أين الأمّة الأمية و نبيها فنحن الآخرون الأولون".

في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله لعيسى بن مريم: يا عيسى إني سأبعث بعدك أمّة، إن أصابهم ما يحبون حمدوا و شكروا، و إن أصابهم ما يكرهون احتسبوا و صبروا و لا حلم و لا علم ، فقال عيسى، يا رب كيف هذا و لا حلم و لا علم؟ فقال الله عزّ وجلّ أعطيهم من حلمي و علمي...".
من بين سبعين أمّة...أمّة محمد عليه الصّلاة و السّلام هي أكرمها على الله...
ينادى عليها في ذلك الموقف الرّهيب...لتشهد على جميع الأمم...لتشهد للأنبياء...
فمن أثنت عليه أمّة محمد بخير نجى، و من أثنت عليه بشرّ هلك...كما جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مروا بجنازة...فأثنى الناس عليها بخير فقال: وجبت وجبت وجبت...
ثم مروا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرّا فقال: وجبت وجبت و جبت..

و المقصود أن الأولى وجبت لها الجنة و الثانية و جبت لها النّار و العياذ بالله...قال رسول الله : أنتم شهداء الله في الأرض.


أوّل من يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأوتي به فعرفّه نعمه فعرفها فيقول الله عز وجلّ ماذا عملت فيها، فيقول قاتلت فيك حتى استشهدت...فيقول الله عزّ وجلّ كذبت...إنك ما أردت بذلك وجه الله، بل قاتلت ليقال هو جريء و قد قيل، ثم يأمر به إلى النار و العياذ بالله.
ورجل تعلّم العلم و قرأ القرءان فأوتي به، فعرّفه نعمه فعرفها...فقال فما عملت فيها؟ قال: تعلّمت العلم و علّمت و قرأت فيك القرءان، فيقال: كذبت، بل تعلّمت و علّمت ليقال عالم، و قرأت القرءان ليقال: قارئ. و قد قيل. ثمّ سحب على وجهه حتى ألقي في النّار.
لا إله إلاّ الله...عالم و قارئ قرءان تسعّر به النار...
و رجل آتاه الله المال، فعرّفه نعمه فعرفها، فيقال ماذا عملت فيه؟ فيقول ما تركت بابا من باب الخير تحب أن ينفق فيه لك إلاّ أنفقت فيها لك، فيقال كذبت، بل تصدقت ليقال جواد، ليقال المحسن الكبير و قد قيل، ثم سحب على وجهه حتى ألقي في النّار ...
لا إله إلا الله...
نعوذ بالله أن نعمل عملا لا نخلص فيه لك...
هؤلاء هم المراؤون...
أن يبطن العبد شيئا و أن يظهر العبد شيئا آخر و هو أن يريدون ثناء العباد بطاعة الله...
لا إله إلاّ الله...
لا يقبل الله عزّ وجلّ العمل إلاّ إذا كان خالصا لوجهه الكريم، موافقا لسنّة و شرع الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلّم.
"و ما أمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدّين حنفاء، و يقيموا الصّلاة و يؤتوا الزكاة و ذلك دين القيّمة".

يقول الحقّ تبارك و تعالى:"أنا أغنى الأغنياء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته و شركه".

إن أخوف ما أخاف عليكم يوم القيامة الشرك الأصغر وهو الرّياء... وهو خطر عظيم.

الأمر خطير ينبغي أن يجدده الإنسان المؤمن في قلبه في الليل و النهار ومع كلّ شربة ماء و مع كل طاعة و عبادة، ليكون على وجل و مراقبة لله عزّ وجلّ...
الله المستعان.
اللّهم ارزقنا الإخلاص لك في القول و العمل و في السّر و العلن.

سأل أبو ذرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:" قال يا رسول الله، إنّ الرّجل يعمل العمل لله تعالى من أعمال الخير، فيحمده النّاس على ذلك، فقال المصطفى، تلك عاجل بشرى المؤمن".
الله أكبر...يا رب اجعلنا من المخلصين.

هؤلاء الثلاثة هم أوّل من يقضي الله عزّ وجلّ يوم القيامة.
فما هو أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؟
إنها الصّـــــلاة فإن صلحت فقد أفلح و أنجح، و إن فسدت فقد خاب وخسر...
الصّلاة...الصّلاة...الصّلاة...ماذا فعلتم بها ؟
لا إله إلاّ الله...
قال تعالى:"فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصّلاة و اتّبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا".
قالت عائشة رضي الله عنها:"الغيّ نهر في جهنّم بعيد قعره رديء طعمه" نعوذ بالله منه. و من حال أهله.
الفجر...الفجر...صلاة الفجر...يا من ضيّعت الفجر احذر النّفاق.

بعد الصّلاة يسأل الله عزّ وجلّ عبده في ساحة الحساب عن أربع:
لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه و عن علمه ماذا عمل به، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عن جسمه فيما أبلاه.
اللهم استرنا فوق الأرض و تحت الأرض ويوم العرض...

يسأل الله عزّ وجلّ عبده عن كل ما فعله في حياته، عن النقير و القطمير، فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره.
يقول الحسن البصري: يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، فإن مضى يومك مضى بعضك و إن مضى بعضك مضى كلّك.

ما من يوم تطلع فيه الشّمس إلاّ ينادي بلسان الحال يقول:"يا ابن آدم، أنا خلق جديد و أنا على عملك شهيد فاغتنمني إني لا أعود إلى يوم القيامة...".
وهذه وصيّة الحبيب محمّد عليه الصّلاة و السّلام:
يا عبد الله...كن في الدّنيا كأنك غريب أو عااااااااابر سبيل.
لا إله إلا الله.
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء و إذا أمسيت فلا تنتظر الصّباح.

ثمّ نسأل عن العلم،هل وافق علمنا أعمالنا...إن العلم شرف عظيم يرفع صاحبه عند الله عزّ وجلّ.

أوصى الله تبارك و تعالى نبيه فقال:
"و قل ربي زدني علما".

إنّ الله عزّ وجلّ يعطي الدنيا لمن يحب و لمن لا يحبّ لكن العلم لا يعطيه إلاّ لمن يحب.

إنّ كلّ علم لا يفيد عملا ليس في الشّرع ما يدلّ على استحسانه.

جاء في الصّحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بالرّجل فيلقى في النّار، فتندلق أقتاب بطنه (أي أمعاؤه)، فيدور بها كما يدور الحمار في الرّحى، فيجتمع إليه أهل النّار فيقولون يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر؟ فيقول بلى، كنت آمر بالمعروف و لا آتيه، و أنهى عن المنكر و آتيه.

اللّهم ارزقنا الإخلاص لك في القول و العمل. اللهم سلّم سلّم.
لذا كان نبينا محمّد عليه الصلاة و السلام يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، و من قلب لا يخشع، و من نفس لا تشبع و من دعوة لا يستجاب لها".
ليس العلم بكثرة الرواية و ليس العلم بكثرة الدّراية و إنما العلم الحقيقيّ هو الذي يورثك خشية الله عزّ وجلّ.

ثم تسأل عن المال...إنّه زينة الحياة الدنيا، فهو نعمة إن حرّكته أيدي الصّالحين و الشرفاء...
المال عاريّة مسترجعة...
يسأل صاحبه من أين اكتسبته و فيما أنفقه...

يا أيّها النّاس، إنّ الله طيب لا يقبل إلاّ طيّبا، و إنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى، يا أيّها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم".
ثم يسأل الله تبارك و تعالى العبد عن جسمه فيما أبلاه...
"إنّ السّمع و البصر و الفؤاد كلّ أولاء كان عنه مسؤولا".
سيسأل السمع عن كلّ ما سمع، سيسأل البصر عن كلّ ما رآى...و كل الجسم أيضا. فيما أبليته؟

إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، و إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان ليس في ملك الله، ألا تستحي أن تعصي الملك في ملكه؟ و إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان أمين لا يراك الله فيه.
إذا جاءك ملك الموت فقل له أجلني ساعة حتى أتوب و أدخل في طاعة الله...
و الخامسة: إذا جاءتك زبانية جهنم ليأخذوك إليها فإياك أن تذهب معهم...
حينها بكى الرّجل...و عاهد الله عزّ وجلّ على الطاعة.
جدّد توبتك إلى الله عزّ وجلّ...إنّ الله يحب التوابين و يحب المتطهرين.

و ما زلنا على أرض المحشر...

و بعد الحساب يأتي القصاص...

فإذا فرغ الله عزّ وجلّ من محاسبة العباد فيما يتعلّق بحقوقه جلّ و علا أذن الله لدواوين المظالم أن تنصب للقصاص و آداء الحقوق:

أوّلا: القصاص بين البهائم...
يقتص للشّاة الجلحاء من الشّاة القرناء. و بعد القصاص يقال لها بعد ذلك: كوني ترابا، فعندها يقول الكافر يا يليتني كنت ترابا...
هذه المظالم بين البهائم فكيف بالمظالم بين العباد !!!!!

من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلّله منها اليوم...فإنّه ليس ثمّ دينار و لا درهم...(أي في القيامة بين يدي الله عزّ وجلّ)، من قبل أن يؤخذ له لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذت له من سيئات أخيه فطرحت عليه ثم طرح في النّار...لا إله إلاّ الله، نعوذ بالله من هذه الحال.

لا تزال الشمس فوق الرؤوس، و الزّحام على أرض المحشر، الخوف و القلق...

ثانيا: حرمة الدّماء...
أوّل ما يقضي به الله عز وجلّ بين العباد في الدّماء.
ثلاث مواطن فقط يحلّ فيها القتل و هذا الأمر يتولاه وليّ الأمر و ليس الأفراد و إلاّ أصبح مجتمع المؤمنين في فوضى...
(النفس بالنفس و الثيّب الزّاني و التارك لدينه المخالف للجماعة و هي الرّدة).
القصاص حياة لأولي الألباب.
"ومن يقتل مؤمنا متعمّدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعدّ له عذابا عظيما".
في الحديث الصّحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما".

إنّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها هي الدّم الحرام و العياذ بالله. نسأل الله العفو و العافية.
قتل المؤمن أعظم عند الله عزّ وجل من زوال الدنيا...
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ من أمّن رجلا على دمه فقتله، فأنا بريء من القاتل و إن كان المقتول كافرا.
الله المستعان و نعوذ بالله من هذه الحال.

ثالثا: القصاص بين المؤمنين...
هل يحدث قصاص بين أهل التوحيد و الإيمان؟ نعم، لن يدخل الجنة أبدا و عنده مظلمة لأحد.
في البخاري أن النبي عليه الصّلاة و السلام قال: إذا خَلَصَ المؤمنون من النّار ( أي مرّوا من على الصّراط)، حُبسوا بقنطرة ما بين الجنّة و النّار، فيقتصّون مظالم كانت بينهم في الدّنيا، حتّى إذا هُذّبوا و نُقّوا أُذن لهم في دُخول الجنّة، فو الذي نفس محمّد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنّة بمنزله كان في الدّنيا". سبحان الله..! و الله أكبر.
(لابدّ من القصاص)،
منهم من أخذ كتابة بيمينه و حاسبه الله حسابا يسيرا، و منهم من أخذ كتابه بشماله و حاسبه الله حسابا عسيرا، و منهم من ينطلق مباشرة إلى الجنّة بغير حساب، الله أكبر...

في الحديث الصّحيح عن النبي عليه الصلاة و السلام:"عرضت عليّ الأمم (في أصح الأقوال ليلة الإسراء) فرأيت النبيّ و معه الرّهط و رأيت النبيّ ومعه الرّجل و الرّجلان و رأيت النبيّ و ليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمّتي، فقيل لي، هذا موسى و قومه و لكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي هذه أمّتك و فيهم سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب و لا سابقة عذاب، ثمّ نهض النبيّ فدخل منزله، فخاض في هؤلاء الأخيار أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلّم، فقال بعضهم، فلعلّهم الذين صحبوا رسول الله، و لعلّهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا و ذكروا أشياء، فخرج عليهم النّبيّ عليه الصّلاة و السّلام فقال في أي شيء تخوضون فيه، فأجابوه و سألوه عنهم، فقال: هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون و لا يتطيّرون و على ربّهم يتوكّلون، فقام منهم رجل يدعى عكّاشة بن محصن فقال يا رسول الله: ادعو الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم، فقام رجل آخر، و قال: يا رسول الله، ادعو الله أن يجعلني منهم، فقال سبقك بها عكّاشة".
قال عليه الصّلاة و السّلام في وصفهم: يدخل الجنّة من أمّتي زمرة، هم سبعون ألفا، على صورة القمر ليلة البدر،
و في رواية و هو حديث صحّحه شيخنا الألباني رحمه الله بشواهده: "سألت ربي عزّ وجلّ فوعدني أن يدخل الجنّة من أمتي سبعين ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر، فاستزدت ربي (أي طلبت منه المزيد) فزادني مع كلّ ألف سبعين ألفا..."
هم قوم حقّقوا التوحيد و تركوا الشّرك كلّه دقّه و جُلّه.
يا ابن عبّاس إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله، و اعلم أنّ الأمّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ما نفعوك بشيء إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك بشيء إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام و جفّت الصّحف".
ثمّ يحثي ربي بكفيه ثلاث حثيات...

الله أكبر...اللّهم اجعلنا من الموجدين المخلصين يا رب.
التوكل الحقيقي هو صدق اعتماد القلب على الله، و الأخذ بالأسباب لا ينفي التوكل أبدا و لا يقدح فيه.
قال الشاطبي: إنّ الدخول في الأسباب أمر واجب شرعا،
قال ابن القيّم: لا يتم التوحيد إلاّ بمباشرة الأسباب، و الأخذ بالأسباب لا يقدح في التوكّل.

فهل يا ترى بانتهاء الحساب تنتهي أهوال القيامة ؟؟؟؟
كلاّ كلاّ...
فبعدما ينتهي الحساب يأمر الله تبارك و تعالى بوضع الميزان و أن ينصب...
الحساب لتقرير الأعمال و الميزان لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بحسبها و هذا من عدل الواحد الأحد...

فما هو الميزان و ما صفته؟ و ما هي الأعمال التي تثقّل الميزان؟
نقل الحافظ ابن حجر إجماع أهل السّنة على الإيمان بالميزان و أنّه له لسان و كفّتان و الله أعلم بصفتهما و طبيعته و أنّه لو وزنت فيه السّماوات و الأرض لوزنهما...و أنّ أعمال العباد توزن به يوم القيامة،

يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزنت فيه السماوات و الأرض لوسعت...فتقول الملائكة إذا رأت الميزان: يا رب لمن يزن هذا؟؟ فيقول الملك جلّ و علا، لمن أشاء من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك...".
ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفس شيئا، و إنّ كان مثقال حبّة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين،
لو ثقل الميزان و لو بحسنة واحدة فقد سعد صاحبه سعادة لا يشقى بعدها أبدا، و إنّ خفّ الميزان و لو بحسنة واحدة فقد شقي صاحبه...
الله المستعان.
أمّا من استوت حسناته و سيئاته: فهؤلاء هم على الرّاجح أهل الأعراف، الذين يحبسون على قنطرة بين الجنّة و النّار، إذا التفت أهل الأعراف إلى الجنّة طمعوا في الجنّة و إذا التفتوا إلى النار تضرّعوا بأن ينجيهم الله منّها.
بل بكلمة واحدة قد تنال بها رضوان الله عزّ وجلّ و بكلمة واحدة قد ينال بها سخط الله عزّ وجلّ.
لا تحقرّن من المعروف شيئا و لو أن تلقى أخاك بوجه طليق،
ما كان الرّفق في شيء إلاّ زانه و ما نزع من شيء إلاّ شانه،
فما الذي يوزن في الميزان ؟
اختلف أهل العلم على ثلاثة أقوال:
فمنهم من قال أنها أعمال الإنسان ذاتها : تتحوّل من أعراض إلى أجسام...يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كلمتان خفيفتان على اللّسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرّحمان...سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم".
"ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حُسن الخلق"،
و القرءان الكريم يوم القيامة على هيئة غمامة

هجر القرءان أنواع: هجر التلاوة و هجر التّدبر و هجر العمل و هجر التّداوي بالقرءان. ( نعوذ بالله تعالى من هجر القرءان الكريم).

يؤتى يوم القيامة بالقرءان و أهله الذين كانوا يعملون به، تقدمه سورة البقرة و سورة آل عمران كأنهما غمامتان سوداوان بينهما شرْق و هو الضوء و النّور، أو كأنهما فرقان أو حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما بين يدي الله عزّ وجلّ.

و فريق قال: أنّ الذي يوزن هو العبد نفسه، و أدلّتهم صحيحة أيضا،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: إنّه ليأتي الرّجل السّمين العظيم فلا يزن عند الله يوم القيامة جناح بعوضة "

و القول الثالث: بل هي الصحف...و استدلوا على ذلك بقول صحيح،
"إنّ الله تعالى سيخلّص رجلا من أمّتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فينشر عليه تسعة و تسعين سجلاّ كلّ سجلّ مثل مدّ البصر، فيقول الله تبارك و تعالى للعبد: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول العبد لا يا رب. فيقول الله عزّ وجلّ ألك عذر؟ فيقول العبد لا يا رب، فيقول الله عزّ وجلّ: بلى إنّ لك عندنا حسنة،
فتخرج بطاقة مكتوب فيها أشهد أن لا إله إلاّ الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، فيقول العبد يا رب ما هذه البطاقة إلى جوار هذه السّجلات؟ فيقول احضر وزنك، فإنّه لا ظلم عليك اليوم، فتوضع السّجلات أي الصحف في كفة و توضع السّجلات في كفة، فطاشت السّجلات و ثقلت البطاقة، فإنّه لا يثقل مع اسم الله شيئ".

من أعظم الأعمال التي تثقّل الميزان يوم القيامة: حسن الخلق. و إنّ الله يبغض الفاحش البذيء.
الطهور شطر الإيمان، و الحمد لله تملأ الميزان، و سبحان الله و الحمد لله، تملآن ما بين السّماء و الأرض".

فماذا بعد الميزان ؟؟؟

إنّ الحساب لتقرير الأعمال و إن الميزان لإظهار مقدارها ليكون الجزاء بقدرها، فإذا وزنت الأعمال و تقرّر الجزاء، ما بقي إلاّ أن يلقى كلّ واحد مصيره، فيأمر الملك تبارك و تعالى أن ينصب الصّراط على متن جهنّم، ليمرّ عليه المتّقون إلى جنّات و نهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر،
و ليمرّ عليه المجرمون إلى نار تلظّى لا يصلاها إلاّ الأشقى...
( نعوذ بالله منها).
الصّراط جسر جهنّم و أحوال النّاس عليه...

الصّراط لغة هو الطريق الواضح المستقيم البيّن،
و شرعا: جسر أدقّ من الشعر و أحدّ من السّيف كما جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
"و إن منكم إلاّ واردها كان على ربّك حتما مقضيّا"
يجمع الله النّاس يوم القيامة، فيقول جلّ و علا: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتّبع من كان يعبد الشمس الشّمس و يتّبع من كان يعبد القمر القمر و يتّبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت،
و تبقى هذه الأمّة و فيها منافقوها، فيأتيهم الله تعالى في صورة غير الصّورة التي يعرفونها، فيقول الله تبارك و تعالى أنا ربّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك. هذا مكاننا حتى يأتينا ربّنا فإذا جاء ربّنا عرفناه. فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربّكم، فيقولون أنت ربّنا فيتّبعونه. فينطلق المنافقون المجرمون مع أهل الإيمان، يعتقدون أنّهم خادعوا الله و خدعوا المؤمنين في الدنيا و سيخادعون الله يوم القيامة. فينطلقون ليتّبعوا الله عزّ وجلّ مع المؤمنين، و هنا يلقي الله عزّ وجلّ ظلمة حالكة على أهل الموقف، لا يستطيع أحد من أهل الموقف أن يخطو خطوة واحدة إلاّ بنور...

في الحديث الصحيح أنّ عائشة رضي الله عنها سألت النبي عليه الصلاة و السلام قالت: يا رسول الله، أين يكون النّاس حين تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات و برزوا لله الواحد القهّار؟ فقال المصطفى : يا عائشة هم في الظّلمة دون الجسر". و في رواية على الصراط.

و هنا يقسّم الله الأنوار، قال ابن مسعود فمنهم من يكون نوره كالجبل، و منهم من يكون نوره كالنخلة و كالرجل القائم، و منهم من يكون النور على ابهامه فيضيئ مرّة و ينطفئ مرّة، و منهم من لا نور له. نسأل الله العفو و العافية.
"يوم لا يخزي الله النبي و الذين آمنوا معه، نورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم يقولون ربّنا أتمم لنا نورنا و اغفر لنا، إنّك على كلّ شيء قدير".
"يوم تر المؤمنين و المؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم و بأيمانهم...".
فإذا أراد المنافقون أن يقتربوا من الصّراط طفئ نورهم، فيتمايز أهل النفاق من أهل الإيمان.
فضرب بينهم بسور له باب...
أوّل من يجوز على الصراط هم محمد عليه الصلاة و السلام و أمته.
كرامة أخرى لهذه الأمّة الكريمة،
و على الصّراط خطاطيف و كلاليب مثل شوك السّعدان، تخطف النّاس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، و منهم المجازى حتّى ينجّى
ثم يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين سقطوا في النّار فيقولون ربّنا، إنّ إخواننا كانوا يصومون و يصلون و يحجون معنا فيقول الله جلّ و علا ارجعوا فأخرجوا من النّار من عرفتم، فيرجعون فيعرفونهم في النّار من أثر السّجود فإنّ الله حرّم على النار أثر السّجود، ثم يرجعون إلى الله عزّ وجلّ فيقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به فيقول الملك لأهل الإيمان مرّة ثانية ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون خلقا كثيرا، فيقولون ربّنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به، فيقول ارجعوا في الثالثة فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا....و في الرابعة مثقال ذرة من خير فأخرجوه،
ثم تأتي شفاعة أرحم الرّاحمين، إن رحمت يا رب فخير راحم و إنّ عذّبت يا رب فغير ظالم، سبحانك ربي تباركت و تعاليت.
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّ الجسر هو دحض مزلّة... أي موطن تنزلّ فيه الأقدام و لا تثبت...فيه خطاطيف و كلاليب و حسك، ثمّ يمرّ المؤمنون، فمنهم من يمرّ كالطرف...
و منهم من يمرّ كالبرق و منهم من يمرّ كالرّيح و منهم من يمرّ كالطير، و منهم من يمرّ كأجاويد الخيل و الرّكاب و منهم من يزحف على الصّراط...فناج مسلّم، و مخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنّم و العياذ بالله...
الأمانة على يمين الصّراط و الرّحم على شمال الصّراط يقولان أين الحقوق...
لا إله إلا الله...و الله المستعان.
يقول ابن عبّاس رضي الله عنه: الأمانة هي الفرائض التي افترضها الله عزّ وجلّ على العباد...
يقول ابن العالية: هي ما أمروا به و نهوا عنه.
و يقول الحسن: الأمانة هي الدّين فالدّين كلّه أمانة.
اللّهم ثبّت أقدامنا يوم تزلّ الأقدام...

ثم إذا عبر المؤمنون الصّراط و وصلوا إلى الجنّة وجدوها مغلقة فيطلبون من يشفع لهم، فيشفع النبي عليه الصلاة و السلام في فتح أبواب الجنة لأهلها.
"حتى إذا جاؤوها و فتحت أبوابها".
وصف النّار و العياذ بالله:
ناركم هذه التي توقدون، جزء من سبعين جزءا من نار جهنّم...
قالوا: يا رسول الله، و الله إن كانت لكافية...
نعوذ بالله من حرّها و عذابها و سمومها ...
لا إله إلا الله...
ثمّ يأتي وصف الجنّة...اللهم لا تحرمنا من فضلك العظيم.
و بعد هذا خلود لأهل الجنة فلاموت و خلود لأهل السعير فلا موت
الله المستعان و الحمد لله على نعمة الإسلام
نسألك يا الله أن تميتنا موحدين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://animefriends.forumalgerie.net
حنينة
عضو مخلص
حنينة


عدد المساهمات : 117
نقاط : 176
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 24/05/2012

   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   Empty
مُساهمةموضوع: رد: رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!       رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   I_icon_minitimeالخميس يناير 30, 2014 2:57 am

   رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!   2882165023
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رحلتنــــــــــــــا الكبـــــــــرى...!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
~ْْْْْْْْْْْAnime°~ :: ~ْ التــرفــيه و التسليــة ْ~ :: فقرات وفواصل-
انتقل الى: